سلام الله وسلام ملائكته المقربين ، وأنبيائه المرسلين، وعباده الصالحين، وجميع الشهداء والصديقين ، والزاكيات الطيبات فيما تغتدي وتروح عليك يا مسلم بن عقيل اشهد لك بالتسليم ولتصديق والوفاء والنصيحة لخلف النبي المرسل - صلى الله عليه وآله - والسبط المنتجب والدليل العالم والوصي المبلغ والمظلوم المهتضم فجزاك الله عن رسوله وعن أمير المؤمنين ، وعن فاطمة ، والحسن ، والحسين - عليهم السلام - أفضل الجزاء ، بما صبرت واحتسبت وأعنت فنعم عقبى الدار فلعن الله من خذلك وغشك ، اشهد انك قتلت مظلوما وان الله منجز لكم ما وعدكم، جئتك يا عبد الله وافدا إليكم وقلبي مسلم لكم وانا لكم تابع ، ونصرتي لكم معدة حتى يحكم الله بأمره وهو خير الحاكمين فمعكم معكم لا مع عدوكم اني بكم وبآبائكم من المؤمنين وبمن خالفكم وقتلكم من الكافرين ، قتل الله أمة قتلتكم بالأيدي والألسن . ثم ادخل وانكب على القبر وقل : السلام عليك أيها العبد الصالح المطيع لله ولرسوله ولأمير المؤمنين والحسن والحسين - صلى الله عليهم وسلم - السلام عليك ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه وعلى روحك وبدنك ، اشهد واشهد الله انك مضيت على ما مضى عليه البدريون والمجاهدون في سبيل الله ، المناصحون في جهاد أعدائه ، المبالغون في نصرة أوليائه ، الذابون عن أحبائه، فجزاك الله أفضل الجزاء ، وأوفر جزاء أحد ممن وفى ببيعته واستجاب له دعوته ، وأطاع ولاة امره، واشهد انك قد بالغت في النصيحة ، وأعطيت غاية المجهود ، فبعثك الله في الشهداء وجعل روحك مع أرواح السعداء ، وأعطاك من جنانه أفسحها منزلا ، وأفضلها غرفا ، ورفع ذكرك في عليين ، وحشرك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ، اشهد انك لم تهن ولم تنكل وانك مضيت على بصيرة من امرك ، مقتديا بالصالحين ومتبعا للنبيين فجمع الله بيننا وبينكم وبين رسوله وأوليائه في منازل المخبتين إنه أرحم الراحمين .
وقد ذُيّلت هذه الزيارةُ في كتاب كامل الزّيارةِ بهذا القول:
أَنْتَ إِلهي وَسَيِّدي وَمَوْلايَ، إغْفِرْ لِأوْلِيائِنا وَكُفَّ عَنّا أَعْداءَنا، وَاشْغَلْهُمْ عَنْ أَذانا وَأَظْهِرْ كَلِمَةَ الْحَقِّ وَاجْعَلْهَا الْعُلْيا، وَأَدْحِضْ كَلِمَةَ الْباطِلِ وَاجْعَلْهَا السُّفْلى إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ..